حكم صلاة التراويح
صلاة التراويح هي قيام رمضان، وسميت بهذا الاسم لأنه يُجلس بعد كل أربع ركعات فيها للإستراحة، وهي سنة مؤكدة، لما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه: “كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة، فيقول: من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.” (متفق عليه)
فضل صلاة التراويح
1 – عن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة، فيقول: من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.” (متفق عليه)
2 – عن أبي ذرٍّ – رضي الله عنه- قال: “قلت: يا رسول الله لو نفلتنا قيام هذه الليلة؟ فقال: إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف، حُسِبَ له قيام ليلة.” (رواه ابو داود وصححه الألباني)، فيسن للمرء أن يصلي مع إمامه كامل الصلاة لينال هذا الأجر العظيم.
4 – فعلها اتباع لهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
وقتها
وقت صلاة التراويح يمتد من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر. فيصح أداؤها في أي جزء من هذا الوقت.
ولكن إذا كان الرجل سيصلي في المسجد إماماً بالناس فالأولى أن يصليها بعد صلاة العشاء، ولا يؤخرها إلى نصف الليل أو آخره حتى لا يشق ذلك على المصلين، وربما ينام بعضهم فتفوته الصلاة. وعلى هذا جرى عمل المسلمين، أنهم يصلون التراويح بعد صلاة العشاء ولا يؤخرونها.
ففي حديث عبد الرحمن بن عبد القارئ (وكان الناس يقومون أوله). أخرجه البخاري أي أول الليل. وكان ذلك في زمن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه.
وقال ابن قدامة في “المغني”: قِيلَ للإمام أَحْمَدَ: “تُؤَخِّرُ الْقِيَامَ يَعْنِي فِي التَّرَاوِيحِ إلَى آخِرِ اللَّيْلِ؟ قَالَ: لا، سُنَّةُ الْمُسْلِمِينَ أَحَبُّ إلَيَّ) انتهى.
أما من كان سيصليها في بيته فالأفضل أن يصليها في ثلث الليل بعد نصفه لقوله – صلى الله عليه وسلم- “أحب الصلاة عند الله صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه.” (متفق عليه)
صلاة التراويح جماعة في المسجد
والسنة أن تصلى جماعة في المسجد، فعن عائشة – رضي الله عنها- “أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى في المسجد ذات ليلة فصلى بصلاته ناس، ثم صلى من القابلة، فكثر الناس ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، فلما أصبح قال: “قد رأيت الذي صنعتم، فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تُفرَض عليكم. قال: وذلك في رمضان.” (متفق عليه)
وعن عبد الرحمن بن عبدٍ القارئ قال: “خرجت مع عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط. فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارىء واحد لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم إلى أبيّ بن كعب، ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم. فقال عمر: نعم البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل. يريد آخر الليل وكان الناس يقومون أوله.” (رواه البخاري)
(فائدة) هل يدل قول عمر -رضي الله عنه- (نعم البدعة هذه) على أن هناك بدعة حسنة؟
قال الشيخ صالح الفوزان في (الارشاد إلى صحيح الاعتقاد): “من قسم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة فهو غالط ومخطئ ومخالف لقوله صلى الله عليه وسلم ( … وكل بدعة ضلالة) لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حكم على كل بدعة بأنها ضلالة وهذا يقول: بل هناك بدعة حسنة إلى أن قال حفظه الله (وقول عمر نعم البدعة) يريد البدعة اللغوية لا الشرعية فما كان له أصل في الشرع يرجع إليه كصلاة التراويح إذا قيل أنه بدعة فهو بدعة لغة لا شرعًا لأن البدعة شرعًا: ما ليس له أصل في الشرع يُرجع إليه إلى أن قال (والتراويح قد صلاها النبي -صلى الله عليه وسلم- بأصحابه ليالي وتخلف عنهم في الأخير خشية أن تفرض عليهم واستمر الصحابة رضي الله عنهم يصلونها أوزاعًا ومتفرقين في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته إلى أن جمعهم عمر بن الخطاب رضي الله عنهم خلف إمام واحد، كما كانوا خلف النبي صلى الله عليه وسلم وليس هذا بدعة في الدين).
صلاة النساء في المسجد
والأفضل أن تصلي المرأة وتقوم في بيتها، فإن خرجت إلى المسجد فلا بأس لقوله – صلى الله عليه وسلم- “لا تمنعوا نساءكم المساجد، وبيوتهن خيرٌ لهن.” (رواه أبو داود وصححه الالباني)
عدد ركعات صلاة التراويح
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة -رضي الله عنها-: كيف كانت صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رمضان؟ فقالت: ما كان يزيد في رمضان، ولا في غيرها على احدى عشرة ركعة يصلي أربع ركعات فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثاً.” (متفق عليه).
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: “كان صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة ركعة. يعني: بالليل”. (متفق عليه)، ففعل النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه كان يصليها احدى عشرة ركعة أو ثلاثة عشر ركعة ولكن هذا لا يدل على الاقتصار على هذا العدد فقد وسع النبي – صلى الله عليه وسلم- في هذا الأمر فعن ابن عمر – رضي الله عنه-: “أن رجلاً سأل رسول الله – صلى الله عليه وسلم- عن صلاة الليل، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة، توتر له ما قد صلى.” (متفق عليه).
فهنا لم يحدد صلى الله عليه وسلم عدد معين، والمقام مقام تعليم والنبي – صلى الله عليه وسلم- خير معلم ولم يقيد صلاة الليل بركعات معينة.
فالأمر واسع ومن صلاها إحدى عشرة ركعة وأطال فهو فعل النبي صلى الله عليه وسلم وهو أفضل. ومن صلاها أو ثلاث عشرة فهو حسن وسنة، والعبرة في الإطالة والخشوع فكم من ركعتين خير من عشر ركعات.
القراءة في صلاة التراويح
قراءة القرآن في صلاة التراويح مستحبةٌ باتفاق أئمة المسلمين دون تحديدٍ لمقدار القراءة فيها، فالأمر فيه واسع؛ وذلك لأنه لم يرد ما يدل على تحديده.
ومن العلماء من استحب أن يسمعهم جميع القرآن. والأمر في ذلك واسع والأفضل الإطالة لقول عائشة رضي الله عنها في قيام الرسول صلى الله عليه وسلم (فلا تسأل عن حسنهن وطولهن) وعن السائب بن يزيد أنه قال: “أَنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ جَمَعَ النَّاسَ فِي رَمَضَانَ عَلَى أُبَيِّ بنِ كَعبٍ وَعَلَى تَمِيمٍ الدَّارِيِّ عَلَى إِحدَى وَعِشرِينَ رَكعَةً، يَقرَؤُونَ بِالمِئِينَ، وَيَنصَرِفُونَ عِندَ فُرُوعِ الفَجرِ.”
إلا إذا كان ذلك يشق على الجماعة، وعلى الجماعة أن يتعاونوا على البر والتقوى.
وكما أنه يستحب أن يفتتح صلاته بركعتين خفيفتين لقوله صلى الله عليه وسلم: “إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين.” (مسلم).
__________________________
المصدر: كتاب قبسات من هدي النبي في رمضان.
Soucre Link