نبذة عن طريقة تحفيظ القران مع بيان الأهداف
الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً ، الحمد لله علم القرآن ،خلق الإنسان ، علمه البيان ، الحمد الله الذي علم بالقلم علّم الإنسان مالم يعلم ، الحمد الله خلق الإنسان في أحسن تقويم ، وكرمه أعظم تكريم ، وسخر له الكون تسخير تعريف وتفضيل ، ووهبه نعمة العقل ، وفطره فطرة تنزع إلى الكمال ، وأودع فيه الشهوات ليرقى بها صابرا أو شاكرا إلى رب الأرض والسماوات ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ،
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين,, أما بعد
فلا يخفى على كل صاحب بصيرة وهدى ، مدى حاجة المسلمين للاعتصام بكلام ربهم – عز وجل – خاصة في عصرنا الحاضر : الذي نحن أحوج ما نكون فيه إلى العودة إلى القرآن العظيم .. نتلوه ، ونتدبره ، ونحفظه ، ونعمل به ، ونحيا به ، ونتعامل معه ، ونتحرك ونجاهد الأعداء به ، ونصلح أنفسنا ومجتمعاتنا بهديه ، ونقيم مناهج حياتنا على أسسه، ومبادئه ، وتوجيهاته ؛ فننال بذلك سعادة الدنيا والآخرة .. فمن رأى بعين مبصرة حال المسلمين في هذا الزمان .. أدرك تماما أن ما أصابهم من شرور ، وبلايا ، ومصائب – أعاذنا الله منها – هي بلا شك بسبب هجران كلام ربهم – جل وعلا – وإعراضهم عن تعلمه وتعليمه، وحفظه ؛ ومن ثم لا يدركون معانيه ، فلا يعملون به ، فيحرمون فضائله ، والله المستعان.
إن كلام المولى تعالى أُنزل علينا حتى لا نشقى، قال تعالى : ( طـــــه * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ) ، بل لنعيش حياة طيبة ، ولكي ترتقي أنفسنا فتكون تقية نقية ، ولنحيا حياة هنية ، مستقرة ، مطمئنه , سعيدة .
بعد أن رأينا مدى حاجتنا للعودة إلى كتاب هذه الأمة الذي هو مصدر عزّها ، ونصرها ، ونورها ، وسعادتها ، وبركتها
بدأنا العمل بعد استعانتنا بالله – عز وجل – على منهج وطريقة لحفظ كتاب الله ــ تعالى ــ شاملة ، ومتطورة، ومميزة ؛ تكون سبباً – بعد توفيق الله تعالى – لعودة كثير من المسلمين إلى كتاب ربهم ؛ خاصة أن حفظ القرآن الكريم لهوا خير معين على تدبر كلام الله – سبحانه – ومعرفة مقصود المشرع الحكيم ، وذلك أن الحافظ يكرر الآيات كثيرا حتى يصل لحفظها ؛ فيعيش معها ، ويتدبرها ؛ ومن ثم يعمل بها .. بخلاف الذي يقرأ تلاوةً دون تمعن ، وتكرار ، ونظر ؛ ففائدة من يحفظ تكون أكبر بلا شك ؛ خاصة أن البشير النذير- عليه الصلاة والسلام- قد بشر حفظة كتاب الله – عز وجل – العاملين به ؛ بأن لهم الدرجات العلا في الدنيا والآخرة ، وأنهم يكونون سبباً في رفعة أنفسهم ووالديهم يوم العرض الأكبر ، فيلبسونهم التيجان والحلل ، ويكونون سببا في خير كثير لهم في ذلك اليوم العظيم ؛ فقد روى أحمد ( 1 ) عن بريدة الأسلمي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال – عن صاحب القرآن – : ( وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ ، وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لَا يُقَوَّمُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا ، فَيَقُولَانِ : بِمَ كُسِينَا هَذِهِ ؟ فَيُقَالُ : بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ : اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجَةِ الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا ، فَهُوَ فِي صُعُودٍ ، مَا دَامَ يَقْرَأُ هَذًّا كَانَ أَوْ تَرْتِيلاً ) .